عبــــس وجهـــــه وتقطّـــــــب خــاص للإبداع

عبس وجهه وتقطّب

عندما علم أن زوجته حامل بأنثى

وزاد بؤسه أكثر عندما وضعتها معاقة

لم ينتبه لها يومًا

ولم يكترث لبكائها ولا لإبتسامتها

لم يفكر مرة أن يجلب لها هدية

أو يرسم البسمة على وجهها

والأم هي الوحيدة التي تعتني بها

أما هي .. ملاك يمشي على الأرض

ببراءتها الطفولية

كبرت الآن وأصبحت تذهب للروضة

ولكن ما زال الجفاء والبرود والإنكار

إضطرت الأم يومًا للخروج

وتركتها مع الأب في البيت

ولأول مرة ينتبه لروعة ابنته وجمالها

ولكن إنكاره الشديد كان أكبر من أن يُحادثها

تركها تلعب وحدها

تارة تُكلم لعبتها وتارة تطعمها

بينما جلس هو خاملاً مرهقًا

شعرَ بضيق نفس شديد

لم يدرِ ما السبب

حاول القيام متثاقلاً ليحضر كأس ماء

همهمَ ببعض الكلمات وسقط مغشيًا عليه

إستغربت الطفلة الأمر

فما كان منها إلا وأن فتحت الباب

طالبة النجدة من الجيران الذين هبّوا لنجدته

وشاء الله أن يُولد من جديد

وأن يعرف قدر ابنته

وأن يعترف بإعاقته هو وليس هي

عندما أنكرها وتنكّر لها

وأثبتت هي أصالتها